لاَحَظَتْ إْنْهِماكىِ فى كِتاَبَةْ الْبحْثْ الْذى أمامىِ
كُنا قَدْ بَدَأنا الْسهرةْ معاً ..
هِىّ إستَندت إلى كُرْسى [هَزازْ] وَشَرعتْ فى قِراَءْةْ رِوايةْ
لِــ الْكاتبْ الْمِصرىّ / بَهاءْ طَاَهِرْ
تُسَمّى [ وَاَحَةْ الْغروب] ، وَ كُنتْ قَدْ أنهيتُها أنا مَرَةْ مِنْ قبل
بَيْنما أِسْتندتْ أنا إلى بَحْثى ، أضعُ خُطوطاً حَمْراءْ هُنا
وَ أُخرى عَرِيضهْ هُناكْ
كَاَنْ الْوقتُ قَدْ تَجاوزْ الْثاَلِثَهْ صَبراً
وَ لاَحَظْتْ هى تَمَلمُلى مِنْ هذه الاَوراق الْجافه المُتناثرة هنا وَهُناك
أمامى على الْطاوله
وَ كَــ عَادَتها فىِ الْتَصرفِ بِـــ أناقهِ وَرِقَةِ دَائِميّنْ
قَامَتْ مِنْ مَكانِها وَ وَقفتْ قُبالهْ مَكْتبى
ثُمْ سَألتْ بِــ عُذُوبةِ مَعْهُوُدة/ أَتَرْغبينْ فى إحتساء فِنجان مِنْ الْقهوةْ ؟
إبْتَسَمْتُ وَ كَأن إبْتسامتىِ تُخبرها أنْ قَدْ قَرأتِ أفكارى ،
فَــ ما أحْوَجنى إلى فِنْجانْ سَاَخِنْ أرْتَشِفهُ على مَهلْ
أَوُمأتْ لَها أنْ / نَعَمْ
ذَهَبتْ هى لِــ إعْداد الْقهوةْ ، بَيْنما إستغرقتُ أنا فى تَفكيرِ عَمِيقْ
تَذَكَرتْ كَمْ مَضى لِىِ مِنْ الْعُمرْ بِــ صُحبتها
تَفْهَمُنى / تُقّوُّمنى / تَعْتنى بِــ أدَقْ تَفاَصيلى
حَتى أنها تَقْرأ مَلاَمِحْ وَجهى بِــ كُلْ ما تَحْمِلهُ مِنْ فرحِ أو حُزنْ
بِــ الْتَأكيدْ هىَّ إنْتَبهتْ إلى شُرُودى الانْ وَقِلهْ تَرْكيزى .
وَأنا لَنْ أسْتَطِيعْ أنْ أدْفِنْ رَأسى بَيّنْ أكْتافِها
و أُفْضى لها عَ ـمَاَ يُؤَرقُنى
تَنَبْهْتُ مِنْ شُرُوُدى على صَوُتها/ تَفَضَلىِ
و إِبْتِسامةِ تَغْمُرْ مُحَيّاها
إِبْتَسَمْتُ بِدَوُرِىِ شَاَكِرةْ
و أنا أسألُ نَفْسى / كَيْفَ لَها أنْ تَحتفِظ بِـــ إشْراَقَتها هَكذا
هِىّ تَكْبُرنى بِــ عاَمانْ
و حِيِنما أنْظُرُ لِــ نَفْسِىِ أقُولْ / يُفْتَرَضُ بِىِ أنْ أكُوُنْ جَدَتُكِـ يَاَ كَاَمِيِليا ..
لَجَأتْ إلىَ مَكَاَنِها على الْكُرسى ذَاَتُه .. وإِرْتَمَتْ بَيْن أحضانْ رِوايتُها
بَدَأتْ تَقْرأ ، وَبَدأتُ أُعُيْدْ تَرْتِيبْ ذَاكرتى مَعْ كُلْ سَطْرِ تَخُطُهُ بِــ نَظَرها
إِرْتَشَفْتُ قَهْوَتىِ / وَبَدأتْ مع أولْ رشفةِ بُزوُغْ شَمْسِ الْشِتاءْ الْمُظلم
فى زَوايا قَلْبى الْصَغير
وَلاَحَتْ فى عَيْنى لَمْعَةُ فَرَحِ لِــ تَذَكُركْـ
تَذَكَرْتُكْـ وَ أنتَ تَقولُ لى كَمْ أنتِ مُحتاله يا صَغيرتَى
ضَحَكْتُ فىِ سِرىِ لِــ مُداَعبتِكْـ
الْغريبُ هُنا أنى كُلما أتَذّكرُكَـ / أُحبكُـ أكثرْ
وَ كُلما أتَذَكرُ الْنهايه أُسارعُ بِــ تَمْزيقْ نفسى قَبلْ أن تُمزِقُنى عِباراتُ رَحيلكْـ
الْكَلِماتُ أصْبحتْ مُبْتذلهْ فى الْغيابْ
وَ خُطُوَاَتَكْـ طَرقتْ كُلْ سُبلْ الحبْ ، وَنَفتنى مِنْ كُلْ الْدروبْ
وَ كأنى دَربُ غير صَالحِ سوى لِـــ الْهُجرانْ كَــ ما الاَماكِنْ الْخاويه
أتَعَثُرْ بِكَـ وَ أقومْ ، وأتعثرُ وَ أقومْ..
تَعْبتْ أنا مِنْ مُشاطرةْ الْصمتْ جمرْ النارْ وَحدى
مُوُقنهُ أنْىِ كُنتْ قاَبْ قَوَسَيّنْ أو أقربْ مِنْ قَلْبكْـ
وَلكنْ أُنظْرْ لِما آلْ إليهْ الامر
نَوَاَفِذ مُشرعةْ / قُلوبٌ مُتهدمه حُباً
وَأرواحٌ تَضُجْ بِــ الْحنين
إِنْتبهتُ مِنْ غفْلتى الألفْ على صَوتَها وَهى تَسأل شَيئاً ما
لَمْ أنتبه ، فقلت / هيه
قالتْ / كَرَرتُ سُؤالى لِــ الْمَرةْ العاشِرةْ يا فريدةْ ، ما بكِـ ؟
وَكَيّفَ لكِـ أنْ تَعْرفى ما بىِ يا كَاَميليا ..
قُمْتُ مِنْ مَكانىِ لِــ أفسحْ لِـــ الْذكرياتْ مَجالاً لِـــ الْتَربع على عَرْشِ لَيّلىِ
ذَهْبتُ إلى سَريرى وَدَفَنْتُ نَفْسىِ بَيْنَ الاَغطيه
وَخَبئتُ وَجِهى بِــكِلْتا يَدىَّ وَ كأنى أُخبئُ حَقِيقتىِ
شَعَرْتُ بِــ يَدَيّها تَتَحَسسُ شَعرىْ ، قَالتْ فى هُدوءِ يِليقُ بِــ إمرأةِ كَــ هىَّ /
لَيْلَةْ سَعَيِدةْ ، وَتُصْبِحينْ
ثُمْ مالبْثتْ أنْ قأمتْ وَ أطْفَأتْ الْضوءْ ، و أْشْعلتْ مَعه قَلْبىِ
وَبِتُ أنا على جَمْرِ إْنتظارْ
لاَ يَنْفَكُ يَنْتهىِ حَتى يَبْدأُ مِنْ جَديدْ
على حافه الفجر / الثالثه والنصف صباحاً
____________
فَريدةْ عُمرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق